ذكرياتي خزينة العلب

By | 11:00 م 7 comments

تمر الايام وتبقى بعض الملامح بين طيات الذكريات.. اشخاص مروا في حياتنا، بعضهم رافقنا والبعض  الآخر بقى هناك في ذلك الجزء النائي من الذاكرة.
بين خطابات وبطائق  قديمة جلست على كنب غرفتي أقراها واحدة تلوى الأخرى  .. صندوق الذكريات الذي ما ان أفتحه حتى تنفتح معه مشاعرعديدة ...
بطاقات اعياد الميلاد والتهنئة وبطاقات بريدية من بعض الاقارب و الاصدقاء وصور قد التقطها رفقة اصدقائي  لم أدرك ان الزمن مر سراعا وأنني فقدت الكثير من الاصدقاء الا في هذه اللحظة .. ماذا حل بهؤلاء .. اين هم الآن وماذا فعل بهم الزمن؟
فلكل منا ذكريات، تحضن الحلو منها بين ضلوع أرواحنا كالأطفال، نرعاها بتوق وحنو ليشتد عودها وتكبر يوما بعد يوم، نسقيها إكسير الحياة عامدين لأن تدوم شابة وأنيقة على مدى العمر والأيام، نطلقها كالعصافير بين حنين وحنين من أقفاص صدورنا لتغرد في سماء حياتنا، فتتمدد سماؤنا بتغريدها وتصبح أكثر اتساعا وإشراقة رغما عن سواد غيم وأعاصير قدر قد تلفنا ذات حزن جارفة بهبوبها كل أشجار الفرح، تترعرع في أعماقنا من جديد وتعش بها صدورنا ولو للحظات من عمر الزمن، لتستحيل شال فرح نحيكه بخيوط الماضي من الأيام ليبعث الدفء في أوصال يومنا البارد.
هذه الذكريات، نعلق صورها على جدران قلوبنا، تختلف أحجامها وتتباين براوزيها بحسب عدد قطرات الحزن وبالونات الفرح، وبحسب عدد طائرات الأمل الورقية والتي في عنان السماء نطلقها وعدد الخيبات التي بهبوب رياحها تمزقت أحلام وشحبت ألوان فرح.
وذكريات قد نقتلعها من حقول أرواحنا كالميت من الأشجار، والتي قطعا جففها خريف مر في حياتنا، نكنس الأصفر والمتكسر من أوراقها بمكنسة النسيان، ونستجدي ريح أيامنا أن تجرف ما تبقى من أكوامها المتكدسة على جانبي الطريق، لعلنا نمسي بذلك أكثر قدرة على الاستمرار في المشي عوضا عن الوقوف تحت مطر الأحلام، لنتبلل بخيبات الماضي بعد أن نسينا أو تناسينا مظلة الغد في حقائب الأمس، ليفوتنا بذلك الكثير من القطارات والمسافرين والهدايا، وبالآلام حتما تصاب مفاصل حياتنا.
هناك ذكريات تحتفل على مدى العمر والأيام بناس مروا على ناصية قلوبنا فنشفوا ثيابها من الحزن ببراعة شمس رغم أنف المطر، وماداموا بعد الغياب يضعوا بسخاء حفنة بهجة أو أكثر في قبعة الذكريات لعازف حزن يقف على الناصية، فلا يملك إلا أن يعزف لهم بأصابع الامتنان الحنين موسيقى، ليفصح لهم بعزفه أن مرورهم من هنا أقل ما كان ويكون هو يوم عيد وفرح.
وهناك ذكريات لناس في صندوقنا ما برحت تشتعل بأرواحنا وقودا، تضرم في أعماقنا الوجع نيرانا، وبحرائق الأمس نحاول أن نشعل شموع نسيانهم، جاهدين بذوبانها على التطهر من آلام وجروح صنعوها لنا، وبين ذكراهم وذكراهم ليس لنا إلا أن ندوس عليهم بأقدام النسيان كي نكون قادرين على الاستمرار في المشي في طريقنا معلنين بذلك أن الحياة بدونهم ربيعا دائما !

هناك 7 تعليقات: Leave Your Comments

  1. الذكريات ساعات بطلعنا من الهموم
    وساعات بتقلب علينا المواجع

    ردحذف
  2. هذا جمال الذكريات
    برغم حجمها الصغير
    إلا أنها تجعلنا نحلق كالطيور في عالم واسع
    الذكريات الجميلة .. تمنحنا الجمال والأمل
    والحزينة .. تدفعنا للإصرار وتعطينا العبرة
    هند شكرا لكِ صديقتي
    كلماتكِ أعادت لي بعض ذكريات مفقودة

    ردحذف
  3. جميل أن يحتفظ الانسان بعلب الذكريات،وذاك من شيم الوفاء..ومن دوافع ومحفزات الاستمرار..ودليل حياة للروح.
    كنت هنا واستمتعت بالقراءة.

    ردحذف
  4. دامت أيامك ذكريات واشياء جميلة..
    تحيتي لقلمك المبدع أختي :)

    ردحذف
  5. عزيزتي هند
    أسعد الله أوقاتك..

    الا ليت الشباب يعود يوماً..

    تأتي بعض الأوقات فتمر الذكريات علينا وقد كانت صعبة وقت حدوثها.. ولكن لا بد من وجود حنين لها..

    لك ودي واحترامي

    ردحذف
  6. أختي هند عبد الله ..
    ما منا أحد إلا ويمر بما مررت به من فتح ألبوم الذكريات وبطاقات المعايدات .. فكأن شريطاً مسجلاً يمر سريعاً فيه الحب والأمل والتفاؤل والطفولة والبراءة والشغب .. كما فيه الحزن والألم والشقاء..
    تحيتي الدائمة لك أختي .. أسأل الله تعالى لك دوام السعادة ..

    ردحذف
  7. جميلة هي الذكريات حينما تجول بذهننا فنبتسم لها
    ونتذكر بها صفحة من حكاياتنا

    ردحذف


ملآحظه لزوآر مدونتي : مفتوح التعليق للجميع بالضغط على اختيار الهويه غير معروف